س : هل رفع اليدين في الدعاء مشروع ، وخاصة في السفر بالطائرة أو السيارة أو القطار وغيرها ؟
ج : رفع الأيدي في الدعاء من أسباب الإجابة في أي مكان ، يقول صلى الله عليه وسلم : إن ربكم حيي ستير ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا . ويقول صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ " وقال سبحانه : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ؟ رواه مسلم في صحيحه .
فجعل من أسباب الإجابة رفع اليدين . ومن أسباب المنع ، وعدم الإجابة أكل الحرام والتغذي بالحرام . فدل على أن رفع اليدين من أسباب الإجابة ، سواء في الطائرة أو في القطار أو في السيارة أو
(الجزء رقم : 59، الصفحة رقم: 48)
في المراكب الفضائية ، أو في غير ذلك ، إذا دعا ورفع يديه . فهذا من أسباب الإجابة إلا في المواضع التي لم يرفع فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا نرفع فيها ، مثل خطبة الجمعة ، فلما يرفع فيها - صلى الله عليه وسلم ، إلا إذا استسقى فهو يرفع يديه فيها .
كذلك بين السجدتين وقبل السلام في آخر التشهد لم يكن يرفع يديه صلى الله عليه وسلم ، فلا نرفع أيدينا في هذه المواطن التي لم يرفع فيها - صلى الله عليه وسلم ؛ لأن فعله حجة وتركه حجة .
وهكذا بعد السلام من الصلوات الخمس ؛ كان - صلى الله عليه وسلم - يأتي بالأذكار الشرعية ولا يرفع يديه ، فلا نرفع في ذلك أيدينا اقتداء به صلى الله عليه وسلم ، أما المواضع التي رفع - صلى الله عليه وسلم - فيها يديه فالسنة فيها رفع اليدين تأسيا به - صلى الله عليه وسلم ؛ ولأن ذلك من أسباب الإجابة ، وهكذا المواضع التي يدعو فيها المسلم ربه ولم يرد فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع ولا ترك فإنا نرفع فيها للأحاديث الدالة على أن الرفع من أسباب الإجابة كما تقدم