جاء رجل إلى الإمام الشافعي يشكو له ضيق حاله, وأخبره أنه يعمل أجيراً بخمس دراهم وأن أجره لايكفيه..!
فما كان من الشافعي إلا أن أمره أن يذهب إلى صاحب العمل ويطالبه بإنقاص أجره إلى أربعـة دراهم بدلاً من خمسة .!!
وامتثل الرجل لأمر الشافعي رغم أنه لم يفهم سببه..
وبعد فترة عاد الرجل إلى الشافعي وأخبره أن وضعه لم يتحسن وإنما مازالت المشكلة قائمة..
فأمره الشافعي بالعودة إلى صاحب العمل ويطلب إنقاص أجره إلى ثلاثـــــة دراهم بدل الأربعة ..!!
ذهب الرجل ونفذ ماطلب منه الإمام الشافعي مندهشاً !!!
وبعد فترة عاد الرجل إلى الشافعي وشكره على نصيحته. وأخبره أن الثلاث دراهم أصبحت تغطي كل حوائجه وتفيض !!!
بعدها سأله عن تفسير هذا الشيء الذي حدث معه فأخبره الإمام الشافعي:
أنه كان من البداية يعمل عملاً لايستحق عليه إلا ثلاثــــة دراهم , وبالتالي فإن الدرهمين الباقيين لم يكونا من حقه ,
وقد نــزعا البركة عن بقية ماله عندما اختلطا به.
وأنشد:
جمع الحرام على الحلال ليكثره --- دخل الحرام على الحلال فبعثره
(( مفاتح البركة في الرزق ))
إخوتي في الله هذه بعض الأمور " أو المفاتح " التي تجلب البركة في الرزق وهي كما يأتي باختصار :
• الإيمان : قال تعالى " ولو أن أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ... "
• صلة الرحم : قال صلى الله عليه وسلم "من أحب أن يبسط له في رزقه وان ينسأ له في أثره فليصل رحمه "
• التوكل على الله . قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
• الاستغفار : قال تعالى " فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهار ا "
• البكور ـ وهو أول النهار : قال صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك لأمتي في بكورها " .
• الدعاء : قال تعالى " وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً ءامناً وارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله واليوم الاخر " .
• التقوى : قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب "
• الشراكة : قال تعالى في الحديث القدسي " انا ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما صاحبه فاذا خانه خرجت من بينهم " .
• الانفاق : قال تعالى " وما تنفقوا من خير فلا نفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون " .
• الذكر : قال تعالى " ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى "
• الحمد والشكر : قال تعالى " واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازينكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد " .
• الزواج " النكاح " : قال تعالى " وانكجوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " .
• عدم التعامل بالربا وبذل الصدقات : قال تعالى " يمحق الله الربا ويربي الصدقات " .
• اجتناب الزنا وسائر الفواحش : قال صلى الله عليه وسلم " الزنى يورث الفقر " .
• الصدق واحتناب الكذب : قال تعالى " افبهذا الحديث انتم مدهنون * وتجعلون رزقكم انكم تكذبون " .
• الامانة : قال صلى الله عليه وسلم " الامانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر " .
• الزكاة : قال تعالى " وما ءاتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المُضعُِفون " .
• الاقتصاد والبعد عن التبذير : قال تعالى " ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً * ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعبادة خبيراً بصيراً " .
• التماس البركة وسعة الرزق في سكنى الاماكن المقدسة ( مكة ـ المدينة ـ القدس ـ سيناء ) قال تعالى " ... أو لم نمكن لهم حرماً ءامنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ... " .
أوصيكم أحبتي في الله بالابتعاد عن الحرام وكل ما يجر إلى طريقه و أوصي بالتأكد من الشيء قبل فعله إذا كان حراما أم حلالا أم مباحا و البحث دوما عن طريق الحلال لان الحلال فيه بركة والحرام ليست به أي بركة.
آسف على الاطالة ولكن لاهمية الموضوع وجب سرد هذه المفاتح لتعم الفائدة, سائلاً المولى عز وجل أن يكفنا بحلاله عن حرامه وبطاعنه عن معصيته وبفضله عمن سواه.
وصلّ اللهم وسلم على خير البرية نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين
كـــان في الأرض أمانان من عذاب الله ..
رفع الأول وبقى الثاني ..!!
فأما الأول: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. "وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم"
وأما الثاني: فهو "الإستغفار" .."وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"
"فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا"
فلا تترك الاستغفار أبدا..
أستغفرالله،،
أستغفر الله