أسماء الله الحسنى "الرقيب"(1).
من عوامل ضعف مؤسسات المجتمع ضعف الرقابة البشرية وعدم استحضار الرقابة الإلهية،مما يجعل الكثير يتملص من أدائهم واجبهم على الوجه الأكمل ويتجلى في الغيابات والتأخرات والغش في العمل.......
والرقابة البشرية مفيدة لكنها تتسم بالنسبية،فمهما دقت تبقى ناقصة وقاصرة لأنها موجهة إلى السلوك الظاهري للإنسان ،أما الرقابة الإلهية فهي تتسم بالكمال المطلق. وهي موجهة للسلوك الظاهري والباطني للإنسان.
ومما يلاحظ أيضا في أحوال الناس وسلوكاتهم من ابتعاد عن الفضائل والانغماس في الرذائل ،وكثرة المظالم وانتشار الجرائم والاستهتار بالقيم والمبادئ إنما يعود أساسا للغفلة وعدم استحضار الرقابة الإلهية.قال تعالى
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون،إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)ابراهين42.
تشخص: ترتفع دون أن ترتد.
.قال تعالى
وكان الله على كل شيئ رقيبا)الأحزاب52.
وقال تعالى
إن الله كان عليكم رقيبا)النساء1.
فالله تعالى ملازم للإنسان في كل مكان .قال تعالى
وهو معكم أين ما كنتم ،والله بما تعملون بصير)الحديد4.وقال تعالى
ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا،ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة،إن الله بكل شيئ عليم)المجادلة7.
فالله تعالى حاضر مع عباده مطلع على أحوالهم وأعمالهم،وما تهجس به أفئدتهم ،لا يخفى عليه أمور العباد،ثم يخبرهم تعالى يوم القيامة بما عملوا من حسن وسيئ ويجازيهم عليه.فهو تعالى الأقرب من الإنسان من كل شيئ .قال تعالى
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ،ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)ق16.
ملحوظة:سنتابع نفس الموضوع لاحقا إن شاء الله تعالى.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.آمين يارب العالمين.